خسائر اقتصادية واسعة.. لا مكان آمن في غزة والوضع يزداد سوءاً "كل ساعة"

نشر
آخر تحديث
الحرب في غزة- AFP

استمع للمقال
Play

-غزة.. لا مكان آمن والوضع يزداد سوءاً "كل ساعة"

-خسائر اقتصادية بقيمة 700 مليون دولار في الشهر الأول فقط

-نسبة الفقر في غزة ترتفع إلى 90%.. و147 ألف شخص توقفوا عن العمل

"الوضع في غزة يزداد سوءاً كل ساعة".. هذا ما ذكرته منظمة الصحة العالمية في أحدث تقييماتها للوضع في القطاع، بعد عودة القصف أخيراً عقب هدنة قصيرة استمرت لأسبوعين.

يأتي ذلك في وقت يشتد فيه القصف الإسرائيلي يشتد "في كل مكان، بما يشمل المناطق الجنوبية في خان يونس، وكذلك رفح"، طبقاً للمسؤول بالمنظمة، ريتشارد بيبركورن، والذي نبه -عبر رابط فيديو من قطاع غزة الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول)- إلى خطورة الوضع الإنساني.

المساعدات الإنسانية

"المساعدات الإنسانية التي تصل غزة قليلة جداً.. والمنظمة تشعر بالقلق حيال ضعف النظام الصحي في القطاع الذي يكتظ بالسكان، وفي خط متواز مع اضطرار الناس للنزوح جنوباً هرباً من القصف"، وفق بيبركورن.

كما لخصت الأمم المتحدة طبيعة الوضع على الأرض في غزة بالإشارة إلى أنه "لا يوجد مكان آمن هناك"، بحسب ما أورده بيان صادر عن  ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، والذي حذر من مغبة استئناف "الأعمال العدائية" بين إسرائيل وحركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى.

وفي الوقت الذي ناشدت فيه الأمم المتحدة القوات الإسرائيلية بضرورة تجنيب المدنيين المزيد من المعاناة، وعدم اتخاذ مزيد من الإجراءات التي من شأنها مفاقمة الأوضاع في القطاع، كشف الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) جيمس إلدر، عن "استحالة إنشاء مناطق آمنة يمكن للمدنيين الفرار إليها".

مزيد من الخسائر

ولا تزال إمدادات الكهرباء والإنترنت تعاني من حالة  عدم استقرار واسعة في غزة، في ظل معاناة تتشابك خيوطها هناك، حيث اشتداد العمليات الذي يهدد بمزيدٍ من الخسائر. ويعاني القطاع نقصاً حاداً في الإمدادات الغذائية والأدوية.

وكذلك مع معاناة الوضع الصحي في غزة، إذ تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية، إلى أن أن هناك خمس مستشفيات فقط في القطاع "تعمل بشكل جزئي" شمال غزة (مركز التوغل البري الإسرائيلي)، كذلك يعمل 8 مشافٍ من أصل 11 في الجنوب الذي طالب الجيش الإسرائيلي المدنيين بالنزوح إليه. غير أن مشفاً واحداً من المستشفيات الثمان لايزال تتوافر لديه قدرات علاج الحالات الحرجة أو إجراء عمليات معقدة.

يعد ذلك جزءاً من المشهد الذي آلت إليه الأوضاع في القطاع منذ بدء الحرب في السابع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري، وبعد مرور شهرين تخللهما أسبوع هدنة بجهود مصرية قطرية أميركية.

ضحايا

وفي الوقت الذي سقط أكثر من 15914 شخصاً ضحية لتلك الحرب في غزة، طبقاً لأحدث البيانات الصادرة أخيراً عن وزارة الصحة الفلسطينية، تكشف آخر البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن جانب من حجم خسائر القطاع الواسعة البشرية والمادية، والذي أشار إلى الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب التي طالت 2.4 مليون إنسان يعيشون ظروفاً في غاية الصعوبة.

وبخصوص الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، فقد تسببت الحرب في تدمير 103 مقراً حكومياً، علاوة على 266 مدرسة (منها 67 مدرسة خرجت من الخدمة). إلى جانب 50 ألف وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي، و240 ألف وحدة تعرضت لهدم جزئي.  وتشير البيانات المذكورة إلى أن 60% من الوحدات السكنية في القطاع تأثرت بالحرب، ما بين الهدم الكلي أو الجزئي.

وخرج عن الخدمة نتيجة الحرب  (26) مستشفى ًو(55) مركزاً صحياً، كما تم استهداف (56) سيارة إسعاف، كذلك خرجت عشرات سيارات الإسعاف عن الخدمة بسبب نفاد الوقود. 

اقرأ أيضاً: بعد نحو شهرين من الحرب.. كيف يبدو الوضع الصحي في غزة؟

وتكبدت غزة -نتيجة الحرب على مدى الشهرين الماضيين- خسائر اقتصادية باهظة، بلغت فاتورتها في الشهر الأول فقط 700 مليون دولار، طبقاً للبيانات التي كشف عنها -في تصريحات إذاعية الأحد 3 ديسمبر (كانون الأول)- مدير الإحصاءات في الجهاز المركزي للإحصاء، محمد قلالوة.

اقرأ المزيد: تقديرات حديثة.. كم بلغت الخسائر الاقتصادية في غزة؟

طبقاً للمسؤول الفلسطيني، فإن الحرب تسببت في توقف 147 ألف شخص عن العمل في القطاع الخاص، علاوة على توقف 56 ألف منشأة.

نسبة الفقر

كذلك فإن التوقعات تشير إلى ارتفاع معدلات الفقر في قطاع غزة إلى نسبة تصل إلى 90%، مع زيادة معدلات البطالة إلى 65%. وكشف عن أن معدل التضخم بلغ 12%.
يأتي ذلك فيما تشير تقديرات بأن قيمة الخسائر الناجمة عن تدمير البنية التحتية في قطاع غزة تصل إلى 4 مليارات دولار.

تقرير سابق لكل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا، حذر من أنه إذا استمرت الحرب لشهرٍ ثالث، فمن المرجح زيادة عدد الفقراء بأكثر من 660 ألف شخص، لتصل معدلات الفقر بذلك إلى 45% في فلسطين، بينما ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 12.2% (لتصل الخسائر الإجمالية إلى 2.5 مليار دولار).

وتشير التقديرات الواردة بالتقرير إلى أن الانكماش الاقتصادي سيفاقم الوضع الإنساني الكارثي أكثر وسيصعّب احتمالات التعافي ويبطِئها، وذلك بينما هناك نحو مليون ونصف من سكان غزة نزحوا داخلها منذ اندلاع الحرب، وفي ظلّ الدمار الهائل للمنازل المهدّمة أو المتضررة. 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة